أخبار و أنشطة
افتتاح مدرسة الإيمان فرع الشيخ علي قدورة الطزيز الموقوفة من ورثته في العيزرية

شهدت بلدة العيزرية يوم أمس صورة مشرقة لحب القدس وعطاء شعبها واحبابها في الخارج تجسدت في افتتاح مدرسة علي محمود قدورة الطزيز الأساسية في مدخل العيزرية في المبنى الذي كان الشيخ علي ـ رحمه الله ـ رئيس الغرفة التجارية في القدس واتحاد الغرف التجارية الصناعية وعضو الهيئة الاسلامية ، قد أقامه سكنا له ولأسرته ، ورآى ورثته أن يكون صدقة جارية عن روحه ، فقدموا المبنى والأرض المحيطة به وقفا خيريا لإقامة مدرسة نموذجية ضمن مدارس الإيمان التي ترعاها جمعية لجنة العلوم والثقافة الإسلامية وتواصل العطاء بدعم طيب من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي في الكويت ، ومؤسسة قناديل الدولية للتنمية والإغاثة الإنسانية في تركيا لإعادة تأهيل المبنى وساحاته وإضافة طابق ثالث اليه .
وافتتح المدرسة أمس وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم بحضور وزير القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبدالعظيم سلهب والسفير القنصل للجمهورية التركية مصطفى سارنيتش وأسرة الشيخ الطزيز ومديري تربية القدس والضواحي وجمع من الوزراء والنواب السابقين ورجالات التربية وشخصيات العيزرية وأبوديس والمواطنين .
وبدأ الحفل الذي تولى عرافته المربي عماد الزغل بآيات من القرآن الكريم رتلها الطالب يوسف ابوسنينه ، ثم السلام الوطني ليتحدث بعدها رئيس مجلس الأمناء الشيخ سلهب عن مسيرة مدارس الإيمان منذ أن بدأت بروضة صغيرة الى أن توسعت ونمت فروعها في القدس وضواحيها .
واستعرض في كلمته التحديات التي تواجه القدس وأهلها من إجراءات الإحتلال التي تستهدف الجيل الواعد ، عبر العبث بمناهج التعليم وهو ما تصدت له مؤسسات التربية والتعليم في المدينة ، وثمن مبادرة ورثة الشيخ الطزيز بوقف المبنى ، والجهات التي دعمت تأهيله ليكون مدرسة ، وبينها مؤسسات قناديل وتيكا ومشعلة في تركيا ووزارة التربية والتعليم والبنك الإسلامي للتنمية .
وتحدث بعده السفير التركي الذى لبى الدعوة للحضور رغم ارتباطه بمواعيد رسمية ومتابعته للأحداث الجارية في بلاده ، وقد أشاد بوقفة شعبنا الفلسطيني وقيادته مع تركيا وقيادتها وشعبها ، وتطرق الى ما جرى في بلاده ودور الشعب التركي في الدفاع عن مكتسباته بمواجهة الإنقلابيين .
وبعد فقرة مديح نبوي قدمته فرقة مدرسة مغتربي بيرنبالا الثانوية تحدث وزير التربية والتعليم ، فعقد مقارنة بين احتلال ينشغل ببناء المستوطنات والحواجز ونقاط التفتيش ومصادرة حق شعبنا في الوجود والبقاء وبين الشعب الفلسطيني الذي يحقق المعجزات في الصمود وبناء مقومات الدولة وصروح العلم والحضارة فيها ما يؤكد أن فلسطين باتت أقرب الآن الى الانتصار ، وأننا الآن في ربع الساعة الأخيرة في الدفاع عن القدس  
وحيا الدكتور صيدم تركيا الشقيقة لما تقدمه من دعم في شى المجالات لشعبنا ، وتحدث عن اطلاق الوزارة مبادرة ( واجبنا ) داخل اسوار القدس القديمة وتقديم مؤسستين وطنيتين ١٥٠ منحة تعليمية لأبناء القدس .
وفي كلمته أكد الوزير الحسيني أن القدس بأهلها ومؤسساتها وقبابها هي الرقم الصعب الذي لا يذوب رغم الحصار والقمع ، وأننا الأفضل في الصمود وعمل الخير من أولئك الذين يريدون سرقة الأرض .
وقال أن البعض كان يظن أن أبناء القدس قد انتهى أمرهم ، ولكن أمام الخطوب يندفعون لتلبية النداء للدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ، وتطرق الى دور أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج في بناء حصون العلم والتطور واتقان العمل والتفاني فيه ، كما تحدث عن مدارس الإيمان ودورها في النهوض بمسيرة التعليم .
وبعد فقرة قدمها الطالبان المنشدان يوسف أبوسنينه وبلال الزغاري ، تحدث هاتفيا المدير التنفيذي لمدارس الإيمان الشيخ جميل حمامي الذي أصدرت سلطات الاحتلال مساء أمس الأول قرارين يقضيان بتجديد منع سفره الى الخارج وكذلك حظر دخوله الى مناطق الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر ، وأكد حمامي أنه ان كان الاحتلال يعتقد أن الجدران تمنعنا من اللقاء فان قلوبنا تجتمع في كل لحظة حبا في القدس وحبا في مواصلة مسيرة التعليم ، وتحدث عن مسيرة مدارس الإيمان وما حققته من انجازات حتى اليوم .
وأوجز عريف الحفل مواقف الشيخ علي الطزيز الجريئة في سبيل القدس ، مقدما حفيده المحامي معاذ الطزيز ليلقي كلمة ورثة الراحل الذي استعرض فيها دوره في خدمة مدينة القدس منذ توليه رئاسة غرفتها التجارية الصناعية واتحاد الغرف والهيئة الاسلامية ومؤسسات التعليم ، ووجه الدعوة الى ذوي اليسار والإقتدار لإحياء سنة الوقف ، وأن لا يستقل المسلم ما يوقفه في الخير ولو كان سهما واحدا ، سيما الأوقاف على العلم وطلابه والمعرفة ومراكز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي في مواجهة ما تتعرض له المدينة المقدسة من محاولة تهويدها ، وكذلك دعم الهيئات الإغاثية والمشافي الطبية ، مؤكدا ما للوقف الخيري والذري من آثار جمة على الصعيد الديني والوطني في منع تسريب العقارات داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها ، فضلا عن بقائها ذخرا متوارثا جيلا بعد جيل
وفي ختام الحفل وقبل توجه الحضور الى داخل المبنى لتفقد أقسامه وتناول وجبات خفيفة من الطعام والشراب ، قدم الشيخ سلهب دروعا تقديرية من لجنة العلوم والثقافة الى وزير التربية والتعليم العالي ومحافظ القدس وآل الطزيز ومؤسسة قناديل والصندوق العربي الكويتي للإنماء .
آخر تحديث : 22/7/2016